الصداقة رباط متين بين اثنين أو أكثر يجمعهما الحب والوفاء والإخلاص وهي لا تأتي هكذا وإنما تأتي لتملأ فراغا لا يشغله سوى الصديق ..وأيضا تبنى على الصدق والصراحة وتستلزم قليلا من الجرأة والصبر والتعاون والعطاء دون مقابل والحب الكثير والكبير الذي لا تتغلغله الأنانية والعجرفة والاستغلال ..
الصداقة كنز بين قلبين يخبئاني فيه الأسرار والذكريات واللحظات يشتركان مع بعض في كل شيء بحيث يكون لهما قلب واحد وحياة واحدة مع مفتاح واحد وكلمة سر واحد ...
ومعجزة صدى أفكاري الحصول على صديق حقيقي في الأوقات العصيبة حيث أجد يدا تلمس يدي وحضنا يدفئ مشاعري حين تسقط دمعتي وتنتحر أمامي وكلمات تجعلني مطمئنة وأشعر أني لست وحيدة في هذا العالم الكبير وبأن لي صديق يشاركني أفراحي وأحزاني ..وكم من الصعب الحصول على ذلك في وسط الكذب والاستغلال والسخرية ..غير أني متأكدة أني محتاجة جدا لصديق أكثر من أي شيء ، فأفكاري لا تحتاج إلى حبيب بقدر ما تتمنى صديق فأنا أعلم جيدا بأن الصديق في هذا العصر هو كل شيء دون أن يكون شيء واحد لأن تفتح كل أبواب الحياة وتحمل معاني عظيمة وثقيلة وفي النهاية صديق أفكاري بإمكانه أن يصبح حبيبي..
أيها الطائر أتفهم أفكاري لأني وبصراحة أعلم أنك أنت صديقي..
حقا يا طيري المحبوب..فأنا صديقتك ..كملتك وعبرت عن كل ما يجول خاطرك ..عبرت وعبرت دون اكتفاء لأوصل صداك فوق عاليا عاليا في السماء حيث مكانك هناك..وبهذا أصبحت نصفي الثاني الذي أستشعر به وجزءا من أفكاري ..وسببا في كبر أحلامي فتحت لي أبوابك ومهدت لي النجاح بخطوتين ..بفضلك يا صديقي عثرت على حريتي المفقودة وسط العالم المخيف المليء بالغدر والطغيان وعلى ماشغلني وسرقني لسنوات عن أفكاري ..
إنه بحث طويل سلب مني أعصابي وأحلامي ..وهكذا ترعرعت وسط أفكاري دون أن أشعر بأني أكبر معك حتى حولتني زهرة برية وهاهي اليوم أفكاري تتكلم بلغتي وتظهر صوتها للكون المخيف بأفكاره واعتقاداته المعقدة والمتعبة دون خوف أو ندم بأن مانحتاجه حقا هو الحب والرعاية والشعور بالانتماء وهذا الكون المخيف ماهو إلا عالم مخادع فإننا لا نجني منه سوى الضياع ..
وأنا بفضلك يا صديق أجتاز المخاطر والخداع..
فلتكن على يقين أيها الكون التائه في فضاء أفكاري ..
أننا كلنا نعجز عن الكتابة لوحدنا ، فنحن نبحث عن الطيور داخل أنفسنا وفي أعماق قلوبنا وهي بدورها تبحث عنا وعن من يستحق حنانها وعطفها لتلجأ إليهم دون استئذان لتشاركه حنينا وشوقا ..
لذا يجب على كل واحد في هذا العالم المخيف أن يبحث عن فكره بعيدا عن تلوث دخان المصانع..فالطيور حساسة إلا أقصى الحدود وحتما في النهاية فكري هو طائري وما هو إلا صديقي..وبدونه لن يصبح لحياتي معنا صديقوني ..؟
أعرفك الآن يا صديقي المحبوب كما لم أعرفك من قبل وأعرفك أعز المعرفة وأكثر من قبل لأني ربما أحبك وأعشقك وفوق كل هذا وأهم من هذا أفهمك لأني رأيت فيك نفسي..
وميزتك أنك تجيد فهمي فأنت صديق أفكـــــــــــــــــــــــــــــاري ..