تعيش شعوب العالم اليوم قلقا متناميا بسبب سباق التسلح النووي؛ وما أفرزه من تخزين عشرات الألوف من الرؤوس النووية التي قد تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية مفاجئة؛ والمأساة الحقيقية تكمن في عدم وقوف العالم وعلمائه ومثقفيه وسياسييه وقفة جادة أمام الخطر الذي يتهدد البشرية في عالمنا المعاصر؛ فما أعظم هول المأساة! وأجدر بأن يتحمل العلماء مسؤولياتهم لدرء هذا الخطر!لقد كان على الحضارة والنهضة المعاصرة التي بنيت بجهود ودماء الشعوب عبر كفاحها لعدة قرون أن تفرز عناصر حمايتها وضمان استمرارها من أجل خير الإنسان وبناء المجتمعات البشرية والقضاء على تخلفها ؛لكن الحال عكس ذلك -وياللأسف- فبدلا من استخدام علم الذرة في الأغراض السلمية والإنمائية وتحضير ورفاه الشعوب يستخدم لصناعة الأسلحة النووية التي من شأنها القضاء على هذه الحضارة في لحظة جنون وبكبسة زر.فبئس الاستخدام ؛ ولا حبذا التطور العلمي القائد إلى هذه النتائج..إننا نحن -شعوب العالم المتحضر- نعيش يوميا تحت هاجس الحرب النووية؛ وهذا النوع من الحروب ليس كالحروب التقليدية؛ إنها حرب مدمرة تحكم على البشرية بالفناء ؛وتمنع استمرار الحياة لعدة قرون على سطح الأرض؛ مما يعني أن الحياة ستعود إلى بدايتها قبل ملايين السنين .فالتعقل أيها العلماء ؛والرحمة والحكمة يا قادة العالم ؛فقد قال أحد العلماء عندما سئل عن ماهية الحرب العالمية الثالثة؛ فأجاب:لاأدري كيف ستكون؟ لكن الرابعة ستكون بالعصا والحجر لأن حضارة البشرية تكون قد دمرت تماما في الساعات الأولى للحرب العالمية الثالثة.